الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

إنما أنا قاسم والله يعطي




وأما ادعاء كون الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يقسم الأرزاق بين العباد استناداً لحديث الصحيحين: إنما أنا قاسم والله يعطي، فهو مردود لكون الحديث وارداً في قسم الغنائم بين المسلمين فيتولى النبي صلى الله عليه وسلم قسمتها كما أمره الله تعالى، وليس معنى الحديث أنه وهو الذي يقسم الأرزاق بين الناس، كما قال تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {الزخرف:32}.

وقال النووي في شرح هذا الحديث: معناه أن المعطي حقيقة هو الله تعالى ولست أنا معطياً وإنما أنا خازن على ما عندي ثم أقسم ما أمرت بقسمته على حسب ما أمرت به، فالأمور كلها بمشيئة الله تعالى وتقديره والإنسان مصرف مربوب. انتهى.
ويدل لهذا الأمر عموم الأدلة الواردة في توحيد الربوبية المثبتتة لربوبية الله تعالى وأنه الرازق المعطي النافع، مثل قوله تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...  {سبأ:24}، وقوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ {الروم:40}.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق